اهلا بكم
اهلا بكم
بحث في الموقع

حتى موائد الإفطار لم يدع لها الفقراء

 

لطالما سمعنا وشاهدنا وقرأنا أن في شهر رمضان ومنذ قديم الزمان وحتى الآن أن هذا المسؤول أو ذاك أقام مائدة إفطار دعا إليها كبار القوم والوجهاء وغالباً ما نسى الفقراء ، لا لأنه لا يعلم أنهم أحق بها وأولى بتناول طعام الإفطار؛لأن ذلك ما أوصت به شريعتنا السمحاء وما أكدته السنة وأحاديث الأولياء، ولكن مسؤولنا هذا أو ذاك تناسى غالباً دعوة الفقراء؛ إذ لا فائدة منهم ولا رجاء؛ كونهم خالي الوفاض ينتظرون رحمة ربهم من السماء في أقدس شهر نزل فيه القرآن.

وقد دفعني للكتابة ليس ما ذكرته آنفاً بل ما شاهدته من على شاشة التلفاز، موائد الإفطار التي أقامها السفراء بناء على توجيه من الوزارة لزيادة التعارف والروابط والمجاملات وعندما دققت النظر في وجوه من حضروا تلك الموائد لتناولهم الإفطار وجدت فيهم مظاهر النعمة والثراء مرتدين  أفضل الملابس والبدلات وأجمل ربطات العنق  والقمصان وغيرها من دلائل العز والرخاء، ليسوا ذوي حاجة بل تجار وأصحاب شركات عاملين بعقود في هذه الاقطار لديهم فيها إقامات لسنوات، المهم أنهم كانت لهم الحظوة في الحضور لهذه الدعوات ،لكن أين الفقراء العراقيون الذين هم مئات الأضعاف مما يتواجد في هذه الأقطار من أثرياء ، أم أن دعوة الأثرياء أهم وأجدى من دعوة الفقراء، كم كلفت سفاراتنا هذه الدعوات ولماذا لم تقام في مطاعم شعبية يؤمها مئات العراقيين الفقراء ليحصل سفراء العراق على الشكر والثناء؛ كونهم ساهموا الفقراء في تناول الإفطار ودفع الحساب في أبسط  المطاعم بدلاً من إقامتها في قاعات تكلّف الآلاف من الدولارات، والتي كان من الأفضل أن تؤجر فيها قاعات يفاد منها المراجعون من الفقراء في إنجاز أعمالهم من تصديقات أو إصدار جوازات، بدلاً من الوقوف طوابير في الشوارع بالإنتظار كما شاهدت ذلك بعيني في دمشق وعمان، لكم الله يا فقراء العراق، حتى موائد الإفطار لم تدعوا إليها يا فقراء العراق.    

 

أ.د. ماهر موسى العبيدي

أكاديمي عراقي

 

 

»

اكتب تعليقا