اهلا بكم
اهلا بكم
بحث في الموقع

الخير والشر والرحمة

 

سئل نبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم) يوماً: كيف نستطيع يا رسول الله ان نميز بين الخير والشر؟ فأجاب نبي الرحمة: إن ذلك يحصل بالرحمة.

استهلالي بحديث نبينا (نبي الرحمة) هذا غايته الوقوف عند (علتنا) الحقيقية، ومن أجل أن أبيّن أن ما أصابنا لعقود مضت، وما يزال، هو (فقدان الرحمة) من قلوب الكثير من ابناء شعبنا، فكان من نتيجته أن عمّ الشر بيننا، وتسلّط علينا الكثير من المسؤولين ممن لم تعرف قلوبهم الرحمة، هكذا آل الأمر  إلى ما آل إليه بفعل ضغط أربعة عقود من الزمان، أي منذ الستينيات حتى الآن، وان كان هناك من يعتقد ان الرحمة فقدت بفعل عدم السير على الأحكام، وفق القوانين او الأنظمة، فإن ذلك نوعا واحدا فقط من تلك الشرور، ولكن هناك أنواعا كثيرة جداً من فقدان الرحمة تغلغلت في قلوب الكثير من ابناء شعبنا؛ رجالاً ونساء، فغالباً ما تكون أعمالهم وتصرفاتهم خالية من وازع الرحمة أو دافع الإحسان، وكان من نتيجة هذا أن أصبحوا في عجلة (مستعجلين) في أقوالهم أو في اتخاذ أي قرار؛ إن كانت لديهم صلاحية اتخاذ اي قرار؛ في الدائرة او الدار، ولفقدان الرحمة لفترة طويلة من الزمان حصل ما حصل، وصار ما صار .

 فمتى تنزل الرحمة في قلوب مثل هؤلاء الناس علّ الشرور تقلّ؟ أو لربما تنتهي!!

هذه الشرور التي سببها هؤلاء لعوائلهم ، لعشائرهم ، لمدنهم، أو لعموم بلادهم، واني لا اشك ان من عاش العقود الاربعة الماضية، وكان من ذوي الالباب يتذكر جيداً كيف أن الشرور قد حاقت بالبلاد لتواتر القرارات الخالية من الرحمة والإحسان، الممتلئة بالحقد والإضرار، فشاعت القسوة بين الناس، وأصبحت الإساءة والإضرار من دون مبرر او أعذار، لان تلك القرارات، وعلى أي مستوى ولأي مرام، لم يكن يقصد منها بسط النظام او تحقيق النمو والازدهار، بل جل ما كان يهدف منها بسط التسلط والإذلال لشعب أمده الله بأفضل تربة وماء.

 ولا أطيل الكلام، فهدفي من كلمتي هذه واضح البيان، فيا أهل العراق، الرحمة.. الرحمة بأنفسكم، وبين بعضك البعض، وليكن الخير سبيلكم، والصلاح غايتكم،  بهذا ينتهي الشر، وبه وحده نستطيع بناء أنفس هدمهما طول أزمنة الجور.

 

أ.د. ماهر موسى العبيدي

أكاديمي عراقي  

 

  

»

اكتب تعليقا