اهلا بكم
اهلا بكم
بحث في الموقع

ما حبيبة إلا الأم وما جميلة إلا بغداد

 

 في منتصف الستينيات من القرن الماضي زار وفد تجاري تركي كبير العراق لزيارة معرض بغداد وعقد اتفاقيات تجارية مع الجانب العراقي, وغالبًا ما يبحث صحفيو أو مراسلو صحفنا المختلفة عن الحصول على حديث أو تصريح من رؤساء هذه الوفود على أسئلة ما ليقدمها لصحيفته لإفادة قارئيها و لحشو سطور فيها, توجه احدهم إلى كبير الوفد بأسئلة شتى أجاب عليها بدقة كبيرة, إلا إن أهم الأسئلة وأخرها التي كانت من ذلك اللقاء هو سؤال الصحفي لرئيس ذلك الوفد (كيف وجدت بغداد؟) أجابه رئيس الوفد: لدينا في تركيا مثل يقول  (ما حبيبة إلا الأم وما جميلة إلا بغداد) هكذا أنهى واختزل الإجابة على هذا السؤال من دون سرد أو إسهاب ولا اعتقد أن هناك ابلغ من هذه الإجابة في حب الأم التي أعزتها وكرمتها الأديان جميعًا وفي مقدمتها وأكثرها ديننا الإسلامي وما ذكره عنها في القران الكريم ولا أحدا يخالف هذا الجزء من هذا المثل التركي البديع.

  أعود إلى الشطر الثاني من المثال وهو(ما جميلة إلا بغداد) وهو قد جانب الصواب تماماً, فبغداد منذ أن بناها الخليفة العباسي المنصور قبلة الشرق ومنارة العلم والأدب والتجارة, هي بغداد الحبيبة الجميلة التي يظل عبقها يُملأ الصدور ويزكي النفوس, هي بغداد على الرغم من كل ما أصابها طيلة قرون وقرون وهي وان سقطت عشرين مرة والأخيرة الواحد والعشرين تبقى هي بغداد الساحرة بجمالها رغم خرابها, زكية انسامها رغم حرائقها والعبث الذي عاث في أرجائها, عظيمة هي رغم ما خطط لانحطاطها , جميلة هي رغم ما شوه وجهها فيا بغداد صبراً فستعودين أنت الساحرة التي أحبها كل من عاش فيها أو زارها بسرك السرمدي العجيب ستبقين منارة العالم في العلم والأدب والجمال رغم كل ما يخطط لدمارك وفنائك وصدق المثل التركي.

 

ما حبيبة إلا الأم وما جميلة إلا بغداد

 

أ.د. ماهر موسى العبيدي

أكاديمي عراقي

»

اكتب تعليقا