الرئيسية
السيرة الذاتية
مقالات
مؤلفات
البوم الصور
رسائلكم
رثاء
اتصل بنا |
|||
اهلا بكم
أحدث التعليقات بحث في الموقع |
شيوعي – بعثي – سني – شيعي
كنا ندرك منذ طفولتنا ان في عراقنا العزيز أقواما و طوائف متعددة , يحمل كل منها عقيدة أو ديناً أو مذهباً يعتز به, و يفخر بانتسابه إليه, ولكن هيهات ان نجد من ينتسب إلى أي قوم أو طائفة أو مذهب لا ينضح طيبة و محبة تتجمع لتكون نهراً ينهل منه أهل العراق جميعاً بشماله و جنوبه و شرقه و غربه , حتى ان هذا الاختلاف أشبه ما يكون باختلاف السمن عن العسل, لا يكون مذاقهما ألذ و لا طعمهما أشهى إلا إذا مزجا معًا , و زد عليهما إذا شئت الجوز و اللوز و الفستق , و انظر ماذا ترى؟ هكذا كانت صورة أهل العراق و لاسيما عند المراجع العظام لجميع طوائفه و أطيافه, وهذا ما نتذكره في العهد الملكي البائد الذي كان أسوأ نظام في السياسة و الإدارة و الاقتصاد, إلا ان صورتنا نحن العراقيين كانت بالشكل الذي تقدم, أما عند ساسة ذلك النظام فقد كان الاختلاف و كانت الطائفية سلاحاً يحمل للاستحواذ على المناصب أو لأجل الانتفاع به من الإقطاعيين و البرجوازيين و المنافقين الذين كانوا يتوزعون على حزبين ظاهر اهد افهما خدمة البلاد, و باطنهما غير ذلك. و لم يكن دأبها الا التباري في خدمة الإنكليز و التسابق في محاربة القوى الوطنية و الأحرار من شيوعيين و بعثيين و قوميين ناصريين عرب و أكراد و غيرهم, لقد ر بطوا البلاد و قيدوها بأحلاف عسكرية بعد ان سلموا الإنكليز أفضل الموارد الاقتصادية فلم تكن في عراقنا أيام الحكم الملكي سوى الطائفية السياسية القائمة على المصلحة, و هي بعيدة كل البعد عن الطائفية الدينية. و مع ذلك فان هذه الطائفية السياسية لم تكن ظاهرة للعيان و هي في اغلب الأحيان مستترة لا يجاهرون بها , و يتخذونها ورقة ضغط كلما فقدت المناصب و الكراسي, و تضررت المصالح , و لم يكونوا ليحرصوا على أكثر من ذلك ,فجلهم طلاب ولاية . وبعد انبثاق ثورة 14 تموز العظيمة و القضاء على ذلك الحكم الذي كان فاقدًا للسيادة و لحكم الدستور فضلاً عن غياب أي وجه للديمقراطية فيه, و بعدما ظهر للرجعية العراقية التي كانت إلى وقت قريب مرتبطة بالإنكليز, و بعد انتباه الدول الرأسمالية إلى ما حصل في العراق من ثورة تحررية جبارة و إدراك إسرائيل و الصهيونية العالمية ان هذه الثورة ستكون بداية نهايتها بما يمكن ان تحققه من مكاسب و إنجازات على مختلف الصعد , و ان شعب العراق سيعيد تاريخه المجيد مرة أخرى مثلما أعاده مرات, و سيضع نصب عينيه تحرير فلسطين من الصهاينة لتعود إلى أبنائها الصابرين, بعد كل ذلك بدأ دهاقنة اليهود و أعوانهم بتقليب الأمور على جوانبها المختلفة للحد من هذا السيل الثوري المدمر لإسرائيل و عملائها , فوجدوا ضالتهم من دون عناء , فهذا الشعب العراقي ينقسم في الحال, فالعسكريون الثوريون لم يضعوا خطة واضحة المعالم للسير على وفقها بأمان و سلام, و لا أحزابه القابعة في السراديب و خلف القضبان تجيد العمل السياسي تحت نورالشمس في وضح النهار, فكان قاسم ينفرد بالسلطة و القرار , و كان عارف متحمسًا لناصر, فحدث الانقسام و كانوا يسعون للسلطة من اجل رفعة العراق و نهضته ولكن بانقسامهم هذا أسسوا لتدمير العراق أما الحزب الشيوعي فرفع شعار ( اتحاد فدرالي صداقة سوفيتية ) اما حزب البعث فرفع شعار (وحدة وحدة عربية لا شرقية و لا غربية) , فكان قاسم يقول ان العراق جزء من كل, و كان عارف يسعى إلى وحدة فورية مع الجمهورية العربية, و هكذا بدأ الشقاق و الافتراق بين قادة الثورة و شعب العراق فحصلت الفتنة و ما جرت إليه من فوضى و نفاق و استثمرت القوى الصهيونية و الاستعمار هذا الحال فصبت الزيت على النار من وراء الستار فحصل ما حصل من هرج و مرج,و تمزق البلد و لم يعد يدور على السنة الناس إلا أسئلة من مثل:( هل أنت شيوعي) تؤيد الحزب الشيوعي و شعاره ( اسألوا الشعب و ماذا يريد وطن حر و شعب سعيد ) ؟ أم أنت بعثي ترفع شعار ( وحدة وحدة عربية لا شرقية و لا غربية)؟ ! أو( وحدة وحدة عربية فلتسقط الشيوعية) هذا هو حال العراق بعد العهد الملكي المباد. و في السنتين الأوليين من عمر الثورة المعطاء هكذا كان أمر الناس يسألونك عن اتجاهك السياسي و انتمائك الحزبي أشيوعي أنت ام بعثي؟! ليكون التعامل معك على أساس مذهبك السياسي الجديد الذي كان يعتنق في السراديب و أصبح يجاهر به على قارعة الطريق,..أما المظاهرات و المسيرات و الاحتفالات و المناشدات و المعارك بالأيدي في النوادي و الكليات و حتى المعسكرات كانت من الظواهر الواضحة في المجتمع, و كلها كانت بسبب تأييد هذا الحزب الشيوعي او ذاك البعثي .و لم يكن لهذا التيار الجارف من الشعارات المتباينة و الاختلاف في وجهات النظر اية علاقة بالأديان و الطوائف و القوميات , اللهم إلا شعار واحد رفعة الشيوعيون في ذلك الحين و كانوا يرددونه , و هو قولهم حرية عرب و أكراد حطمنا حلف بغداد إلا ان عبد الكريم قاسم حول ذلك الشعار بعد سنتين إلى نار صبّها على رؤوس الأكراد , عندما طالب زعيمهم الأسطوري مصطفى البر زاني بمزيد من الاستثمار في بلاد الأكراد لم يكن خلال سني ثورة تموز أي توجه للفرقة الدينية أو الطائفية إلا ما ندر, و ذلك لان أعداء الشعب و ثورته من رجعيين و استعماريين و صهاينة وجدوا ما يفرق صفوف العراقيين باختلاف حزبي الجبهة الوطنية قبل الثورة واستعداء احدهما على الأخر بعد انبثاقها , فكان الخلاف بين الشيوعيين و البعثيين . وكان ذلك كافيًا للحد من تحقيق أهداف ثورة تموز العظيمة في بناء عراق متطور , قوي , مزدهر. و أما في عهد الأخوين عبد السلام و عبد الرحمن فقد هدأت الأمور السياسية بعد المذابح التي جرت بسبب انقلاب 8 شباط و انتهاء عصفه الدموي الذي استمر تسعة اشهر و أطفئت هذه الفتنة التي لا يعلم إلا الله ماذا كانت ستفعل بالعراقيين لو استمرت أكثر من ذلك ، المهم انه لم يحصل خلال الحكم العارفي أي توجهات طائفية تذكر, ربما كانت هناك بعض الشطحات أو بعض الأخطاء أو الهفوات التي قد يفهم منها مثل هذه التوجهات , إلا ان أنها لم تكن ظاهرة للعيان , وليست ذات تأثير يذكر و لا حضور واضح في عقول الناس و نفوسهم . عند حصول انقلاب 1968 و تولي حزب البعث السلطة في العراق , لم يجد هذا الحزب إمامه إلا اللعب بالورقة الطائفية, فمنذ الشهور الأولى شن حملته المعروفة على الطائفة السنية , كان استشهاد الشيخ عبد العزيز البدري من نتائجها إذ شهد كل من صلى على جنازته في ضريح الإمام الأعظم ببشاعة معذبيه.( كما علمت في حينه )و عندما كان هذا النظام يحارب هذه الطائفة, والأخوان المسلمين بكل ضراوة كان في الوقت نفسه يغازل الطائفة الشيعية بتشجيعه إقامة المواكب الحسينية و إذاعة المراثي التي تمجد حادثة استشهاد الحسين(عليه السلام) في الإذاعة والتلفزيون. إلا ان هذا الحال لم يستمر و سرعان ما انقلبت الأوضاع و أصبح الحزب يحارب كل القوميات والأديان في العراق, و بدأ الحزب القائد يستأثر بكل العقائد , فلا فكر و لا دين ولا مذهب إلا البعث الذي وضعه عفلق , الذي لا يفهم منه دين و لا سياسة و لا اقتصاد, كل ما جاء فيه, وحدة قادت إلى فرقة نسأل الله ان لا تدوم إلى آخر الزمان, و حرية وضعت الشعب خلف القضبان و في غياهب المعتقلات و اشتراكية لا مثال لها في أقوى دول الرأسمال، على هذه الصورة كانت دولة البعث عنصرية لا طائفية ، بل سعت إلى تأجيج نار الطائفية وشيوعها ، لتحقيق مآربها ومنافعها المادية ، ونهب ثروات البلد الاقتصادية ، ودفعت بالملايين من الناس ليكونوا حطياً لحروب شنتها لأسباب تافهة ، أين شط العرب الذي ضيعه قائد المسيرة ( إلى الوراء )؟ وأين سيف سعد وزين القوس ؟ أين شباب العراق الذين أحرقتهم حربه التي سماها (القادسية الثانية ) والقادسية والإسلام منه براء ، لماذا شن حربه على إيران ؟ الم تكن هناك حلول وفرص للتفاوض والاتفاق على كل المشاكل ، ام ان الإيعاز صدر من أسياده الأمريكان الذين وظفوه في خدمتهم منذ زمن ؟! فشن حربه الطائفية العنصرية لخدمة أسياده الصهاينة ، فأزاح قائده المغفل الذي سلم له راية الخزي والعار ولا ندري ان كان يدري أو لا يدري بان الأمر كله حيلة ومكيدة له ولا تباعه المغفلين الذين اعتقدوا ان في هذا الحزب مركزية وديمقراطية ، فسلمت زمام الأمور في سويعات إلى اعتى طاغية عرفته البشرية على مر العصور والأزمان فجرهم كالخرفان إلى مذبح الأحزان متهماً إياهم بالتآمر على العراق ، وما حطت حربه اللا مقدسة رحالها حتى بدأ يهيئ نفسه ويعد العدة ليحصل على مغانم حربه الطائفية واستلام الجائزة الموعودة جوهرة الخليج ( الكويت ) . واستمر الحال على هذا المنوال وبدأت سني الحصار وما خلفه من دمار ولم يعي هذا المغفل إلى أين الأمور تسير وما هو المصير؟ سنوات عجاف ودمار في كل نواحي الحياة باال استثناء وحروب ومناوشات واغتيالات لعلماء المسلمين في العراق كان لنصيب الشيعة الجزء الأكبر يسلم السنة من نارها أبداً .المهم الصفحة الأخيرة من هذا المخطط الاستعماري الصهيوني لتدمير العراق وشعبه الأصيل وهو ما بدأت تعدّه دوائر الصهاينة والاستعمار بما سيحصل للعراق بعد إزاحة قائده الجبار ، ستحل الفرقة وسيحل الدمار وكأنهما لم يكونا ، وسيتمزق البلد بين عرب وأكراد وكأنه لم يحصل بعد ، ومن ثم – وهذا هو الأهم – ستحصل مذابح ما بين شيعة وسنة وهذا الذي لم يكن ولم يحصل في تاريخنا الحديث منذ قيام الدولة العراقية بكل السلبيات التي تتصف بها ، ان من يروج لحصول حرب طائفية في العراق بعد انهيار النظام هي الجهات والدوائر الصهيونية والاستعمارية نفسها التي طبّلت وزمرت لذلك النظام عندما تجاوز حدود ما كان ينبغي له ان يتجاوزها هي نفسها التي تريد سقوطه بأي صورة أو ثمن كان ، والعجيب هي نفسها التي تتباكى على حقوق القابع في قفص المحاكمة ينتظر جزاء ما اقترفت يداه من ذبح وقتل وتشريد في أبناء شعبه من كوارث ونكبات ، ان هذه الأجهزة والجهات الصهيونية والاستعمارية لا يهمها من كل هذا إلا تدمير شعب العراق بإثارة حرب طائفية لا موجب لها ولا مبرر ، فبعد ان دمرت جيشه وسياستة واقتصاده بدأت تعزف على اللحن الأخير أو باشرت في هدفها الأخير بإثارة الأحقاد وتدمير البلاد بما تثيره من تأجيج طائفي غريب عن شعب العراق وطوائفه ولم يدر في خلدها إنها ستقف يوماً على حافة هذا المنزلق تشجع على تأجيجه جهات وأحزاب وصحف وقنوات فضائية عراقية وغير عراقية صباح ومساء بنغمة ما زال الجزء الأعظم من شعب العراق يرفضها ولا يقبلها لأنها لا هدف منها إلا تدميره و تفتيته لتكون الصهيونية العالمية في منأى عن قوة العراق وصولاته الموجعة لها على مد التاريخ فكان الضرب على وتر شيعي سني ، بعد ان عزفت قبل خمسين عاماً على وتر ( شيوعي – بعثي )هي ورقتها الأخيرة فهل بلّغت يا أهل العراق في ورقتي هذه ما هي حقيقة الأوضاع التي نمر بها وما هي أهدافها اللهم فاشهد .
أ. د. ماهر موسى العبيدي أكاديمي عراقي اكتب تعليقا |
||
الرئيسية |
السيرة الذاتية |
مقالات |
مؤلفات |
البوم الصور |
رسائلكم |
رثاء |
ط§طھطµظ„ ط¨ظ†ط§
جميع الحقوق محفوظة لموقع الاستاذ الدكتور ماهر العبيدي ©2009 |