اهلا بكم
اهلا بكم
بحث في الموقع

أوباما ونبوءة عراقي

 

ليست الأزمات التي يشدها العراق وشعبه هذهِ السنوات  بجديدة عليه فنهاك الكثير منها التي شدها عبر التأريخ ثم تكررت وأن كان ذلك يحدث بعد مئه سنه أو مئتان أو أكثر , الإ أنها بدأت تتكرر خلال سنوات قليله فلذلك كانت أزمة البانزين وأستعمال السياره فردي وزوجي حصلت في بداية الثمانينيات عند قيام الحرب العراقية الإيرانية حيث فرضت تلك الإجراءات لذلك أتفقت في حينها مع أحد الزملاء في نفس الكليه التي كنا نعمل فيها أن نستعمل سيارته في اليوم الذي يسمح فيه للسياره ذات الرقم الفردي بالسير وأن نستعمل سيارتي في اليوم الذي يسمح فيه السياره ذات الرقم الزوجي .

كانت تلك الحاله فرصه مناسبه وجميله للتحدث خلال ساعه الأنتقال في السياره من دارينا حتى موقع الكليه ,كانت أحاديثنا في قضايا كثيره ومتنوعه منها ظروف الحرب والأقتصاد العراقي وأمور التدريس والطلبة ووضع الجامعه والكليه والقسم العلمي فضلاً عن المناهج التدريسية وكيفية تحديتها وتطوريها , كما وكانت هذهِ الساعه فرصه أخرى لأطلع منه عن طبيعة الحياة الأقتصاديه والأجتماعيه في أمريكا وكذلك كان يسمع مني الكثير عن طبيعة الحياه الأقتصاديه والأجتماعيه في بولونيا والدول الأشتراكية .

في أحد الأيام ذكرت له أننا طلبة قسم الأقتصاد في بداية الستينيات سمعنا كثيراً عن درس التخلف الأقتصادي بأن الأقتصاديون الغربيين يعتقدون أن سبب تقدمهم هو طبيعة أجناسهم البيضاء تتميز بالكفاءة والذكاء وصفات أخرى ساعدتهم أو جعلتهم في قمة التطور الأقتصادي والأجتماعي والرخاء , أما المجتماعات السوداء والصفراء والسمراء فهي تتصف بالكسل والغباء لذلك هي متخلفه وستبقى متخلفه , وأضفت في كلامي أعتقد أن هذهِ الأراء عنصرية هدفها تبرير مامر على هذهِ الشعوب من قهر وظلم وحرمان , في حين أن الشواهد والتأريخ يروي العكس من ذلك , لأن هذهِ الشعوب التي يصفونها بالكسل والغباء قامت فيها حضارات وأنجبت الكثير من المفكرين والمبدعين والعلماء , أجابني بنعم أن ماتقوله صحيح , أنهم غالباً مايسوقون هذهِ الأفكار للأستهلاك المحلي وللتصدير للتبرير أضطادهم لأبناء الشعوب الأخرى سواء بالأستعمار أو الأستعباد كما حصل بالنسبة لزنوج أمريكا , هل تعلم أن هؤلاء الزنوج الذين بنوا أمريكا كم كانوا مستعبدين ومضطهدين ومحرومين في أمريكا التي بنوها ولكن بحكم ماأنعم الرب العظيم على عبده المسكين بنعمة التفكير في مكمنة بالدماغ الذي لايختلف في الخلق بين أبيض أو أصفر أو أسود , أستطاعوا وبعد نيل حريتهم وأنسانيتهم التامة بتأريخ غير بعيد حيث كما نعلم وتعلم أنت أيضاً كان ذلك في أواخر الستينات أي قبل ثلاث عشر عاماً فقط
(حيث كان حديثنا هذا بدء سنة 1981) أخذوا يتقدمون كثيراً في جميع نواحي الحياة الأقتصادية والأجتماعية السياسية والعسكرية وغيرها أن وجدت وبصورة تثير الأعجاب والأنبهار البيضاء من البيض الأمريكان , قلت له سبحان الله , أن أمريكا سيحكمها واحداً من أبناء مستعبديهم السود .

أستمر صاحبي في الحديث وقال لطالما كان هذا الأمر موضوع الحديث والنقاش مع زملائي الأستاذه الأمريكان في الجامعه التي كنت وأقول لهم أن أمريكان السود سيحرقون المراحل والسنين وسينتقمون منكم أنتم على مالاقوة منكم في ظلم وجور وحرمان وتوقعوا أن يكون رئيس ليس ببعيد أن يكون رئيساً لأمريكا من السود , قلت له عجيب غريب , قال سوف نرى ذلك في يوم ليس ببعيد .

مرت السنون والأيام ولم تكن طويلة وأنا أتذكر ماقوله صديقي العزيز , سبع وعشرون عاماً فقط وأنا أتذكر نبؤئهِ وتوقعه وها قد حصل ماتوقعه في هذا اليوم 4/6/2008 ليعلن (أوباما) فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي للمنافسه للفوزعلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وسوف لن تنته هذه السنة الآ (وأوباما ) قد أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية .

أن نبؤه صديقي هذهِ كانت من رجل فاهماً وعارفاً بمجريات أمور الأمريكان , ولو كان هنا في العراق لزرته وهنأته على ذكاءه ونبؤته هذهِ التي كان متميزاً في التقدير , ولكنه بعد أن ضاق الأمرين هنا خلال سنتين من عودته من هناك ذو كفاءه علمية عالية المستوى سواء في الشهادة التي حصل عليها من أفضل الجامعات أو الخبره في التدريس حيث عمل لسنوات طوال أستاذ في نفس الجامعة التي تخرج فيها هناك ,عاد الى العراق ليوفي بالعهد ويؤدي نداءه الآ أنه فؤجى بتعيينه براتب بخس وظروف صعبه حيث كانت الحرب تحرق الأخضر واليابس , وكهرباء بين أنقطاع وأرجاع وقصف طيران وزخات الرصاص ويعمل في الكليه يقضي الغرض فيها وقوفاً في الممرات ودولة تصرف المليارات على القصف والدمار ولاتوفر لعلمائها وتدريسيها أبسط متطلبات العمل والإداء , وبعد أن وفروا له منضده كانت في حمام أشتريت في الستينات بثلاثة دينارات , أخبر بأنه في أمكانه أستعمال وجه تلك المنضدة دون المجرات لأن فيها أوراق زميل أخر كان في خارج العراق يعالج من مرض السرطان .

عند أنتهاء العام الدراسي حزم أمره وترك كل مالديه من أملاك أوأموال وشد الرحال مره اخرى من حيث أتى وسافر إلى بلاد الأمريكان سود كانوا أم بيض أم حمران ليعمل في نفس الجامعه التي تخرج منها أستاذاً لأداره الأعمال وترك العراق باكياً غير منتظر تكريم أو تؤنين كفاءات مكتفياً بمالاقاه وماراه من عجب عجاب وسيفرح كثيراً عندما تحقق نبؤته ويرى أوباما الأسود رئيساً لأمريكان .

 

أ. د. ماهر موسى العبيدي

أكاديمي عراقي

 

 

»

اكتب تعليقا