اهلا بكم
اهلا بكم
بحث في الموقع

الموقع الشخصي لـ (أ.د ماهر العبيدي) …عنوان وفاء!!

كتبها: أ.د. أكرم عبدالرزاق المشهداني

تعودنا في زحمة الحياة، أن نفقد العلماء، واحداً بعد الآخر، ويرحل الرجال المتميزون، ونكتفي بالبكاء عليهم.. والحزن لفترة ما، ثم تـُطوى صفحات الزمن، ويبقى كل شئ في خبر كان.. ومن المؤسف عموماً أن الكلام الذي يقال في الراحلين بعد رحيلهم، لم يكن يقال لهم في حياتهم، فتسمع دبج الكلام المنمق وتسطير الجمل والإشادات بمناقب الراحلين بعد رحيلهم، حتى قيل أننا لانذكر مناقب علمائنا ورجالاتنا إلا بعد رحيلهم!! وكأننا نستكثر ذكر مناقب الأحياء.. ولكن هكذا جرت سنة الحياة المعاصرة للأسف!

سقت هذه المقدمة، وأنا أكتب إلى موقع الوفاء والعرفان، الذي يديره إبن فقيد العراق الأستاذ الدكتور ماهر العبيدي (وأقصد به باهر ماهر العبيدي) الذي آلى على نفسه إلا أن يُديم موقعا يخلد إسم ومناقب وتراث والده المرحوم.. ويجعله مجلساً يجتمع فيه محبو الاستاذ الراحل من أساتذة وطلاب وممن عمل معهم وسائر أصدقاءه وأحبابه.. وتلك خصلة نادرة في الوفاء، أتمنى لو أن جميع ذوي الراحلين من علماء ورجالات العراق، يسيرون على هذا النهج وينشئون مواقع ألكترونية تخلد ذكر الراحلين، وتوثق نتاجاتهم، وتديم الصلة مع أحبابهم وأصدقائهم وطلابهم وزملائهم..

يقول باهر في الموقع:

((جاءت فكرة إنشاء هذا الموقع تخليداً لمكانة الاستاذ الدكتور ماهر موسى العبيدي (رحمه الله) العلمية والاجتماعية المتميزة في مجال التعليم العالي في العالم العربي عموماً وفي العراق خصوصاً. فرأينا ضرورة وجود مثل هذه المحطة التذكيرية لكل من عاصر أو عمل أو درس معه كذلك هي محطة تعريفية لطلاب المستقبل كي يستفيدوا مما تركه لهم هذا العالم الجليل من خبرة حياته الاجتماعية أو من خبرته في مجال الاقتصاد عموماً والمحاسبة الحكومية خصوصاً. )).

الأستاذ الراحل كان إنموذجا رائعا في الوفاء للعراق، وحب العلم، والسعي لتطوير التعليم، وإفادة طلابه ومعاونتهم على تخطي صعاب البحث، كما كان له حضور في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية وورش العمل الأكاديمية، وكذلك كانت له وقفات مشهودة في الصحف والمجلات المحلية والعربية، وكانت مقالاته موضع المتابعة من عديدين لما تحمله من غزارة علم وأفكار رائعة.

خلال رحلة حياته العلمية الممتدة أكثر من خمسين عاماً ألَّف الفقيد الراحل العديد من الكتب المطبوعة والمقالات المنشورة في الصحف والمجلات وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات قدم خلالها العشرات من البحوث والدراسات. كما واشرف على العشرات من اطاريح الدكتوراه والماجستير والدبلوم العالي.

وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: ((إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))، وأحسب أن الراحل قد نال الثلاثة معاً بإذن الله.. فطوبى له!

تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته.. وأثاب من حافظ على ذكره، وأوفى له…