اهلا بكم
اهلا بكم
بحث في الموقع

ادارة الترهيب وادارة الترغيب

 

يعتقد البعض من اداريي وحداتنا الاقتصادية ان من مستلزمات نجاحه في ادارة الوحدة المسؤولة عنها ان يكون صارماً (او بالاحرى قاسيا) شديداً مع الافراد العاملين او المتعاملين في او مع وحدته متزمتاً في تطبيق القوانين والانظمة والتعليمات كما يحلو له تفسيرها دون ان يكون (او يسمح لمساعديه ومعاونيه) للاخذ بروح القوانين ومعانيها لا الفاظها ومبانيها، وان كان مهندس السكك الحديدية يتركون بعض الملمترات فاصلاً ما بين قضبانها لتوفير المرونة عند تمددها او تقلصها نجد مديرنا هذا لا يؤمن ولا يوفر أي مرونة في العمل الاقتصادي والاداري ، وان كانت الاوامر (او ما تعارف عليه بين الموظفين اخيراً بمصطلح –الهــج) هي نهجه الامثل، فأننا نادراً ما نجده قادراً على نهج الاسلوب الاقتصادي والاداري العلمي والفني الصحيح في ادارة وحدته الاقتصادية ورفع مستوى ادائها، وان حقق النجاح في بداية تسلمه المسؤولية فقد تنتهي فترة ادارته بنكسة ذلك لان جميع العاملين بمعيته ان اندفعوا في بداية الامر بالعمل بهمه ونشاط تخلصا من المسؤولية والمحاسبة والعقوبات الصارمة (وحتى الكلمات القاسية) وحقق ذلك تميزاً مؤقتاً في رفع مستوى الاداء او النجاح فأن ردوده وقتية قصيرة المدى، لان هذا الاسلوب في الادارة ان استمر طويلاً وابتعد كثيراً عن العلمية والموضوعية جعل اغلب العاملين نافرين متذمرين غير آبهين بأي عقوبة او تقريع لا بل العكس، لانهم عارفين ان مؤسستهم تدار بالترهيب. النموذج الاخر لاداريي الوحدات الاقتصادية هو الذي تخصص وعمل (او تدريب وخبر) في العلوم الاقتصادية والادارية والمالية والمحاسبية فضلاً عن اختصاصه الفني فاصبحت لديه قواعد واسس علمية وموضوعية يعتمدها في التعامل مع العاملين او المتعاملين معه اخذا بنظر الاعتبار اهمية استيعاب الامور بصورة متكاملة ، مطبقاً للقوانين والانظمة والتعليمات بمقاصدها ومعانيها لا نصوصها ومبانيها كلما كان ذلك صحيحاً ودقيقاً، حاثاً العاملين معه على العمل في سبيل المصلحة العامة بتعاون واخاء كالعائلة الواحدة فاهماً افكارهم واحوالهم الرسمية والخاصة دارساً لما يجول بنفوسهم منبهاً عن صغائر الهفوات مشاركاً لهم افراحهم واحزانهم فاسحاً المجال امامهم للتقدم العلمي والوظيفي كذلك الحال بالنسبة للمتعاملين الاخرين معه كاسباً ودهم واحترامهم ،حالاً مشاكلهم وقضاياهم بسهولة ويسر، فنجد وحدته الاقتصادية متميزة في الادارة  والاداء، بفضل مثابرة العاملين معه مكثفين الجهود لانجاح الوحدة الاقتصادية لما فيه تحقيق المصلحة العامة وتألق مديرهم العام الذي يديرها بالترغيب.       

 

أ. د. ماهر موسى العبيدي

أكاديمي عراقي

 

 

 

»

اكتب تعليقا